الأورومتوسطي: "شمال غزة يتعرض لأعنف حملات الإبادة الجماعية"
صرح المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في تقرير له بأن شمال قطاع غزة يتعرض لأعنف حملات الإبادة الجماعية من قبل الاحتلال.
حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من كارثة إنسانية غير مسبوقة مع إطباق الاحتلال الصهيوني حصار مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي، وتصعيد وتيرة جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين هناك، بارتكاب المجازر وجرائم القتل العمد والتهجير القسري الواسع النطاق، مطالبا المجتمع الدولي، وعلى رأسه الامم المتحدة، بالتدخل الفوري والحاسم لإنقاذ عشرات آلاف السكان الذين يتعرضون لواحدة من أعنف حملات جريمة الإبادة الجماعية التي شهدها القطاع.
وقال المرصد في بيان له اليوم الثلاثاء: "إن قوات الاحتلال أحكمت حصارها على مخيم جباليا، والأحياء الشرقية والشمالية المحاذية له مثل تل الزعتر والسكة وبيت حانون وبيت لاهيا، إلى جانب التمركز في الجزاء الغربية وصولا لمقبرة يافا ومفترق التوام".
وأبرز الأورومتوسطي أن قوات الاحتلال تواصل اجتياح أجزاء واسعة من شمال غزة منذ مساء السبت الماضي 5 تشرين أول الجاري، وسط شن غارات وأحزمة نارية وقصف مدفعي، بما في ذلك قصف منازل على رؤوس سكانها، ما أدى إلى عشرات القتلى والجرحى.
وتلقى المرصد معلومات أولية عن إعدام قوات الاحتلال 5 مواطنين، منهم امرأة ورجل وابنه خلال محاولتهم النزوح من مخيم جباليا رغم أنه كانوا يرفعون رايات بيضاء.
وفي تطور خطير، أبلغت قوات الجيش الصهيوني بإخلاء كامل لمستشفى كمال عدوان الواقع في مشروع بيت لاهيا، شمال غزة.
وأفاد الدكتور مدير مستشفى كمال عدوان بأنه تلقى اتصالا من قوات الاحتلال وأبلغوه بإخلاء المستشفى من المرضى والطواقم الطبية خلال 24 ساعة، وإلا سيعرضون أنفسهم للخطر.
كما أبرز الأورومتوسطي أن آلاف المحاصرين في مخيم جباليا وبيت لاهيا وجباليا يعانون من نفاد شبه تام للمواد الغذائية التي كانت أساسا قليلة لديهم بسبب إغلاق المعابر الصهيونية مع وقف إدخال البضائع والمساعدات القليلة التي كانت تدخل منذ أكثر من أسبوع قبل الاجتياح الجديد.
كما أشار إلى أن الآلاف من الأسر لم تخلِ منازلها حتى اللحظة وتعيش ظروفاً صعبة تحت القصف المركز والهمجي، وأن المواطنين غير قادرين على الخروج من منازلهم للتزود بالمياه، في وقت لا تتمكن طواقم البلديات أو اللجان المحلية مساعدتهم في الحصول عليها، ما يعني أن آلاف السكان مهددون بالموت جوعًا أو عطشًا، علمًا أن جميعهم يعانون من الآثار الكارثية لسوء التغذية نتيجة سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال منذ عام كامل.
وحذر الأورمتوسطي أن الجيش الصهيوني يعمل بشكل ممنهج لمحاولة تفريغ شمال غزة من سكانها، ودفعهم للانتقال القسري إلى الجنوب، حيث أصدر عدة أوامر تهجير إلى جانب إلقاء منشورات تطلب ذات الهدف.
وأكد أن تتبع عملية الجيش الصهيوني يدلل على أنه لا يوجد لها هدف أو ضرورة حربية، بل تأتي لاستكمال عمليات التدمير التي طالت أكثر من 85 % من مباني شمال غزة، خلال ثلاث عمليات توغل سابقة، واستهداف المدنيين وإجبارهم على إخلاء المنطقة وتحويلها إلى منطقة عسكرية بالكامل.
وأشار إلى أن الاحتلال نصب حاجزاً يقطع طريق صلاح الدين من جهة الإدارة المدنية ويخضع كل من يسلكه للخروج من المخيم للتفتيش وقد اعتقل عصر اليوم أحد المسعفين رغم التنسيق المسبق مع الصليب الأحمر، ما يكذب ما يدعيه عن وجود مسارات آمنة للنزوح نحو الجنوب.
وطالب الأورومتوسطي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنقاذ عشرات آلاف السكان شمال غزة، ووقف عملية التطهير العرقي المروعة التي تجري ضدهم، ووضع حد لجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال للعام الثاني على التوالي. (İLKHA)